على بعد حوالي 1 كم شمال قبة الهواء، على الضفة الغربية لنهر النيل، صادف العمال جبانة غير معروفة أثناء توسع قرية غرب أسوان النوبية. سُرقت بعض مقابر هذة الجبانة بعد وقت قصير من اكتشافها. حتى أنه في بعض الحالات تم استخدام معدات كبيرة مثل اللوادر لأقتلاع العناصر المعمارية، ومنها على سبيل المثال عتب مدخل من أحدى المقابر. وفي مطلع عام 2013 كانت هناك تقارير متزايدة في الصحافة المصرية والدولية حول اكتشاف هذة المقابر وبداية تدميرها.
و من خلال الجهود الشجاعة المضنية التي بذلها موظفي ومفتشي الآثار بتفتيش آثار أسوان من الشباب مثل: أسامة عامر، محمد حمدي ربيع، هبة الدرس,... وغيرهم تحت قيادة مدير عام آثارأسوان السيد نصر سلامة، أمكن السيطرة على الوضع و إتخاذ تدابير أمنية أولية منها الإعتراف بالموقع كأرض أملاك آثار، ثم وضع أبواب حديدية ثابتة على مداخل المقابر.
في صيف عام 2014 بدأ الفريق المصري بأول موسم حفائر إنقاذ سريع, في أثناء ذلك الموسم، تمت إستعادة بعض اللقى من المقابر، بما في ذلك عتب منقوش من مقبرة وسر (QHN 2) بالإضافة إلى تأمين اللقى والقطع المكتشفة تم فحص المنطقة. حتى الأن كشف عن تسع مقابر، جميعها مقابر صخرية محفورة في تل من الحجر الرملي. وفقًا للقى الأثرية والزخارف المكتشفة حتى الآن, فإن هذه المقابر في الأساس مقابر لأفراد من النخبة و النبلاء في أسوان في الفترة من أوائل الدولة الحديثة حتى عصر الرعامسة.
بعد ذلك تم تقديم عرض للتعاون من وزارة الاثار ممثلة في السيد الاستاذ الدكتور محمد إبراهيم وزير الآثار المصري فى ذلك الوقت, وعليه تأسست 'البعثة المصرية الألمانية المشتركة بشمال قبة الهواء' عام 2015.
هذا المشروع هو ثمرة تعاون مشترك بين تفتيش آثار أسوان والمتحف المصري ببرلين (the Egyptian Museum and Papyrus Collection Berlin). تتمثل مهمته الرئيسية في التوثيق الأثري للجبانة المكتشفة حديثًا إلى جانب تنفيذ إجراءات الأمن والترميم.
وقد أعاد هذا المشروع المتحف المصري ببرلين للعمل الميداني بمشروع حفائر مشترك مع زملاء مصريين, بعد غياب دام مائة عام تقريباً.
جرت أول بعثة حفائر إنقاذ في أسوان في خريف 2015 بدعم مالي كبير من جمعية أصدقاء المتحف المصري وبتمويل مبدئي من مؤسسة الأبحاث الألمانية (DFG). ومنذ 2016 تم تمويل المشروع من قبل مؤسسة الأبحاث الألمانية. وقد تم إجراء الموسم الميداني الأول في خريف / ربيع 2016 / 2017.
تركز العمل في خريف 2015 بشكل أساسي على تكوين لمحة عامة عن الجبانة وموقع مقابر الأفراد, ولهذا الغرض مُسحِّت المنطقة لأول مرة عن طريق جهاز 'التاكيميتر' وأخذت القياسات الأولى لمداخل المقابر.
تركز العمل الرئيسي على مقابر الدولة الحديثة الواقعة في الجنوب الغربي, حيث كان تركز نشاط لصوص المقابر بشكل خاص، مما يمكن رؤيته من أكوام الأنقاض الكبيرة التي تركوها في مناطق أفنية المقابر لذا كان يجب فى البداية إزالتها وغربلتها.
مقبرة وسر (QHN-2)
كانت المقبرة التي انشئت في منتصف الأسرة الثامنة عشر خلال عهد أمنحتب الثالث محط تركيز أعمال نهب المقابر. ليس فقط اللقى الاثرية التي تضررت بشدة بل أيضا العناصر المعمارية ولسيما العتب المنقوش في مدخل الحجرة الثانية.
في عام 2014 تمكن الزملاء المصريون من إكتشاف قطع ولقى أثرية مهمة من مقبرة وسر خلال حفائر الإنقاذ، من أهمها برديه من كتاب الموتى, والتي عثر على أجزاء أخرى منها في خريف عام 2015.
مقبرة أمنحتب (QHN-4)
إلى الشمال من المقبرة السابقة تقع مقبرة أمنحتب الذى كان يعيش في أسوان في أوائل الأسرة الثامنة عشر خلال عهد حتشبسوت / تحتمس الثالث. تتميز مقبرته بكبر حجمها, وزخارف الواجهة على عكس الحال فى مقبرة وسر زينت بالكامل بنقش غائر, كما زينت بعض الغرف الداخلية أيضًا بالنقوش.
حتى الآن أمكن الكشف عن جزء صغير فقط من المدخل بحيث يمكن على الأقل إجراء التوثيق الفوتوغرافي للواجهة الخارجية بأكملها, نظرًا لموقعها فإن زخرفة الواجهة المنحوتة من الحجر الرملي الجيد معرضة بشكل مباشر لظروف الطقس القوية. لذلك تم حجب الواجهة بأكملها بأجولة مليئة بالرمل لحمايتها من المزيد من التلف لحين بناء هيكل لحمايتها بشكل دائم بعد الأنتهاء من التوثيق.
مقبرة قن (QHN-5)
يقع المدخل السابق لمقبرة قن (QHN-5) مباشرة فوق واجهة مقبرة أمنحتب (QHN-4) ، وهى مقبرة أصغر حجماً بكثير من مقبرة أمنحتب وقد تضررت بشكل كبير من أعمال النهب وما نتج عنه من تدمير السقف في الغرفة الأولى، كانت جدران الغرفة الأولى مغطاه بطبقة من الجص تم زخرفتها وتلوينها بمناظر ونقوش، و بسبب تدمير السقف، تعرضت هذه الغرفة الآن لعوامل الطقس لأكثر من عامين، مما أدى في النهاية إلى فقدان شبه كامل للمناظر والزخارف السابقة.
لذلك ركزت حملة الإنقاذ الأولى على تنظيف الحجرة من الرديم وأستكشافها كلياً. خلال هذه العملية، عثرنا على دفنات منهوبة ، زود بعضها بأوشابتى و فخار وحلى.
في نهاية هذا الموسم القصير تم تركيب سقف واقٍ قابل للإزالة مصنوع من الحديد المموج ، بهدف حماية النقوش الجدارية المهددة على الأقل من الطقس، بالنسبة للحملة التالية ، تم التخطيط لعمل توثيق للزخارف وأجزاء النص التي لا تزال محفوظة.
شكر وتقدير
يود الفريق بأكمله أن يشكر مؤسسة الأبحاث الألمانية (DFG) و جمعية أصدقاء المتحف لدعمهم المالي السخي ، الذي بدونه لم يكن من الممكن تنفيذ الموسم الأول في أسوان، نود أيضا أن نشكر كذلك الأستاذ الدكتور اليخاندرو خيمينيزسيرانو على دعمه في أسوان والدكتور فيلكس أرنولد وم. شرودر من المعهد الألمانى بالقاهرة.
عملت البعثة الثانية في الشتاء في الفترة بين 28.11.2016 و 20.2.2017. في البداية كان التركيز على مقبرة QHN 2 و 5 و 9 ، حيث بدأ العمل بها بالفعل خلال حملة التقييم الأولى في خريف 2015.
حفائر مقبرة وسر (QHN 2)
في بداية الموسم تم الكشف عن الغرفتين الداخليتين المتبقيتين ، بما في ذلك البئر المؤدي إلى غرفة الدفن وبئر آخر خالي من اللقى الأثرية. كانت غرفة الدفن نفسها مغلقة ذات مرة بواسطة كتلة من الحجر الرملي وقد تم نهبها بالفعل ، ولكن لا يزال من الممكن العثور على بقايا دفنه في الرمال. تم العثور على أجزاء من تابوت أدمى ، الجزء العلوي من تابوت خشبي لأوشابتى ، بقايا وعاء خشبي وأجزاء من غطاء صندوق خشبي عليه أسم شخص مذكور أيضًا في نقوش المقبرة في الحجرة الأولى، تم العثور في الأنقاض التى خلفها سارقي المقبرة على بقايا أوراق البردي ، منها على الاقل أجزاء من كتاب موتى واحد ، والعديد من كسر الفخار ، والتي يمكن إعادة بناء بعضها في أوعية كاملة من قبل المرممين بما في ذلك أمفورا و أوانى جعة و أوعية صغيرة.
إلى جانب العمل في المقبرة بدأ إستكشاف الفناء الأمامى، حيث كان المدخل السابق إلى الفناء الأمامي والمقبرة لا يزال غير واضح تمامًا. لهذا تم إجراء مجس لفحص الجزء الجنوبي الشرقي من الفناء ، لكنه لم يكشف عن أي سلم أو منحدر أو شيئ مماثل للوصول . أثناء حفر الفناء عثر على العديد من ودائع الأساس من الأواني الصغيرة في الزوايا اثنتان منها على يمين ويسار مدخل المقبرة ، كل منهما يتألف من أوانى مغطاة.
QHN 1 (مقبرة غير معروف صاحبها)
بالتوازي مع العمل فى المجس فى فناء مقبرة (QHN 2) ، تم تمديد العمل أيضًا إلى الجنوب الشرقي مما سمح باجراء الحفائر فى فناء (QHN 1). كانت هذة المنطقة أيضًا مملوءة بالرمال التي تحملها الرياح ، تمامًا كما هو الحال في (QHN 2) كان الفناء يحتوي على جدار مستطيل مبنى من الاحجار. كان القصد منها حماية الفناء الأمامي من الإمتلاء بالرمال في العصور القديمة. في الجزء الشرقي تم إكتشاف درج رائع محفور في الحجر الرملي. يحد الدرج حاجز ، ملحق به مصطبة صغيرة على كل جانب. على عكس مقبرة (QHN 2) كان الفناء الأمامي فارغ .
مقبرة أمنحتب (QHN 4) و (QHN 4a)
كان لابد من إزالة بقايا أكوام الرديم التى خلفها ناهبي المقابر في المنطقة الأمامية من فناء كل من QHN 2 و QHN 4/5 . والتي تركت في شكل أكوام كبيرة أمام مداخل المقابر. وقد أسفر التعامل الدقيق وغربله هذه الأكوام، كما في الموسم السابق, عن عدد كبير من كسرات أواني فخارية ولقى صغيرة. خلال أستكشاف أكوام الرديم في شرق الفناء الأمامي لـ QHN 4 تم العثور على حجرة صغيرة ، تم حفرها في الحجر الرملي (QHN 4a). حتى الآن ليس من الواضح ما إذا كانت هذة مقبرة صغيرة أخرى.
وجدنا بعض الأواني الفخارية والتي لا تزال أغلبها محفوظة بالكامل في المنطقة أمام المدخل ، المغطى أيضًا بكتلة حجرية رملية أكبر . تم تأجيل فحص الحجرة من أجل إجراءات التأمين العاجلة في المقابر المعروفة بالفعل وتم إغلاق الحجرة بواسطة باب حديدي.
مقبرة قن (QHN 5)
في شتاء عام 2015 تم أجراء الحفائر وتوثيق الحجرة الأولى التى إنهار سقفها بسبب أعمال النهب. خلال الموسم الثاني تم استكشاف الغرف الداخلية المتفرعة من الغرفةالأولى. غرفتان منهما أحتفظا بكوات أصغر حيث تم دفن العديد من الأفراد بها ، بما في ذلك الأطفال . الغرفة الثالثة التي تواجه الغرب بها ممر يؤدي إلى الغرفة الرابعة التى تقع بمستوى أعلى قليلا. في كلتا الغرفتين تم وضع دفنات ولكن تم بالفعل العبث الشديد بهما من قبل لصوص المقابر. تم العثور بجانب بقايا المومياوات على كسرات من أوانى فخارية وأجزاء من أوانى كانوبية ، وأوشابتى من الطين ، وأجزاء من أوشابتى مزدوج من الحجر، وكذلك حلي وخاتم مصنوع من الحجر.
مقبرة خونس QHN 9 (الأسرة السادسة - عصر الأنتقال الأول)
كانت المفاجأت العظيمة تنتظرنا خلال العمل في المنطقة الأمامية بفناء مقبرة من عصر الدولة القديمة. المقبرة تنتمى لحامل الاختام خونس ، و يمكن أن تؤرخ بالفترة من نهاية عصرالدولة القديمة إلى بداية عصر الانتقال الأول, وذلك وفقا للصوان و الفخار الذى تم العثور عليه حتى الآن.
كشفت الحفائر الموسعه في الفناء الأمامي عن العديد من الأبار ، ومع ذلك بئر واحد فقط تم تجهيزه بدفنة ثانوية. وقد كانت هذة الدفنة بداخل تابوت خشبي مطلي باللون الأبيض ، والذي كان قد تحلل تمامًا في وقت إكتشافه. ومع ذلك لم تكن الدفنة تحتوي على أي أثاث جنزي.
خلال إجراء الحفائر كشف عن درجًا منحوتًا من الحجر الرملي عند حافة الفناء الأمامي المؤدي إلى النيل.
يمكن رؤية أوجه التشابه مع التخطيط المعروف بالفعل فى مقابر قبة الهواء ليس فقط في تخطيط المقبرة نفسها ولكن أيضًا في الفناء الأمامي . على الرغم من أنه لم يتم أستكشاف الدرج بالكامل بعد ، فقد عثرنا على دفنة ثانوية أخرى في الثلث العلوي ، والذي تم وضعها في سلسلة الدرج. كان مع الدفنه إناء فخارى واحد. لسوء الحظ ، لم يتم العثور على أي نقوش أو دلائل تشير إلى هوية الشخصين المدفونين في الفناء الأمامي وعلى الدرج.
شكر وتقدير
لم يكن العمل في شمال قبة الهواء ممكناً كما كان ايضًا خلال الحملة الأولى ، بدون الدعم السخي من جمعية أصدقاء المتحف المصري. اعتبارًا من 1 يناير 2017 ، تم ضم المشروع أيضًا لبرنامج التمويل طويل المدى التابع لمؤسسة الأبحاث الألمانية ( DFG). نود أن ننتهز هذه الفرصة للتعبير عن شكرنا الخالص لشركائنا من الجانب المصري.
تم الموسم الثالث للبعثة المصرية الألمانية المشتركة بين 21.11.2017 و 17.2.2018. كان التركيز الرئيسي هذا الموسم على إجراء الحفائر فى الأجزاء الداخلية للمقبرة (QHN 9) التى ترجع لعصر الدولة القديمة و الفناء الأمامي للمقبرة (QHN 6/7) التى تؤرخ لعصر الأسرة الثامنة عشر.
مقبرة خونس (QHN 9)
الفناء والدرج
نظرًا لأن التركيز كان على المناطق الداخلية وترميم الواجهة ، تم الكشف عن مناطق ثانوية فقط من الفناء الأمامي مقارنة بموسم العام الماضي. وبالتالي ، فإن أمتداد الدرج غير معروف بالكامل حتى الآن. ومع ذلك ، تم العثور على بئر ثانوي آخر في شمال الدرج ، والذي يحتوي على أجزاء من مومياء وبقايا فخار من عصر الدولة القديمة. ومن المقرر الإنتهاء من أعمال الحفائر في الفناء الأمامي الموسم المقبل.
تم تأمين الواجهة الضعيفة بمساعدة عامل فني بناء من الأقصر متخصص في الآثار ، باستخدام مادة الحجر الرملي المحلي.
المدخل
لم يكن العمل داخل المقبرة ممكنًا بعد في الموسمين السابقين لأسباب أمنية ، وذلك لان الشقوق في واجهة وسقف المقبرة تسببت في حدوث مشاكل. في بداية الموسم الثالث تم تركيب هيكل حديد لضمان السلامة. حيث مكن استكشاف المقبرة بالكامل بما في ذلك نظامي الآبار.
على الرغم من أن جزءًا كبيرًا من الغرفة ذات العشرة أعمدة كان مليئًا بالرمل حتى السقف تقريبًا ، إلا أن الحفائر أظهرت أن هذه المنطقة تأثرت أيضًا بشكل واضح بأعمال نهب المقابر. تم العثور بين الأعمدة على دفنات لما لا يقل عن 26 شخصًا (بناءاً على الجماجم التي تم العثور عليها) ، ولكن لم يتم العثور على أي دفنة غير معبوث بها. وينطبق الشيء نفسه على البئرين الأول والثاني ، حيث تم العثور على بقايا خلفها لصوص المقابر مثل المصابيح وما إلى ذلك. لذلك ليس من المستغرب أنه لم يتم العثورعلى لقى اثرية صغيرة تقريبًا. الإستثناء هو قاعدة تمثال أسود من الحجر الرملي ، والذي يمكن أن يُنسب على الأرجح إلى زوجة مالك المقبرة من أواخر الأسرة السادسة ، وشفرة حلاقة مصنوعة من النحاس. بالإضافة إلى أنه تم اكتشاف أواني فخارية تعود إلى عصر الأنتقال الأول والدولة الوسطى في منطقة الدفنات الثانوية في غرفة الأعمدة.
الفناء الأمامي لمقبرة (QHN 6/7)
من أجل تأمين مدخل مقبرة (QHN 6) التى ترجع ل 'وسر ساتت' الذى كان موظف رفيع المستوى خلال عصر الأسرة الثامنة عشرة ،و بسبب زخارف ونقوش مقبرته المتميزة كان يجب اجراء الحفائر فى الفناء الأمامي الذي كان لا يزال مليئًا بالكامل بالرمل والأنقاض. في الرديم الموجود بالمنطقة ، تم العثور مرة أخرى على بقايا دفنتين من مرحلة أحدث من الإستخدام ، ولكن على الأرض تم الكشف عن أثار وجبة قربان غير معبوث بها.
من أجل منع الرواسب من اكوام الأنقاض المحيطة من الانزلاق إلى الفناء الأمامي للمقبرة ، كان لا بد من قطع هذه الأكوام قليلاً وتطويقها. وكشف ذلك أن الجزء العلوي من هذة الأكوام يحتوي على ركام خشن من التاريخ الحديث. ومع ذلك ، يبدو أن الجزء السفلي منها يتكون بشكل رئيسي من الرمال المنجرفة ، مما ساعد على الحفاظ على آثار الأنشطة القديمة. خلال إزالة ودفع كوم الرديم الموجود جنوب غرب الفناء ، تم اكتشاف جدار حجري قصير الذي كان من المحتمل في العصور القديمة أن يحمي الفناء الأمامي من دفنه بكتل الرمل التي جلبتها الرياح. تم العثور على أواني فخارية كاملة جزئيًا أو قابلة لإعادة البناء بالكامل في الرديم شمال غرب, وشمال الفناء مما يشير إلى أنشطة إقامة الطقوس.
الترميم وإدارة الموقع
بفضل الدعم السخي المقدم من جمعية أصدقاء المتحف ومجلس أمناءها تمكنا من القيام بالعديد من إجراءات الترميم والسلامة الهامة في الموقع في هذه الحملة. من بينها تأمين واجهة المقبرة (QHN 9) وإنتاج وتركيب المزيد من الأبواب المعدنية في المقابر والآبار ، بالإضافة إلى استمرار ترميم البردي تحت إشراف M. Krutzsch. علاوة على ذلك تم تركيب نظام إضاءة جديد في الموقع.
شكر وتقدير
نتوجه بخالص شكرنا لرعاة المشروع: مؤسسة الأبحاث الألمانية (DFG) ، وجمعية النهوض بالمتحف المصري ومجلس أمناءها ، الذين لولا دعمهم المالي الثمين لما كان العمل في الموقع ممكناً.
لسوء الحظ ، كان الموسم هذا الشتاء قصير للغاية بسبب تأخرالتصاريح الأمنية. وبالتالي اقتصر العمل الذي قام به الفريق الصغير لهذا العام من 22.3. -15.4.2019 بشكل أساسي على معالجة اللقى المكتشفة. وقد تم تسجيل ورسم اللقى الأثرية الصغيرة وكذلك الفخار من المواسم الأخيرة . كان التركيز بشكل رئيسي على المقابر QHN 2 و 4a و 5.
لقد صادفنا بالفعل خلال الحملة الميدانية الثانية كوة صخرية صغيرة (QHN 4a) أثناء عملنا في الفناء الامامي لمقبرة QHN 4/5 (من عصرالدولة الحديثة) ، والتي لم يكن من الممكن الانتهاء منها في ذلك الوقت. يمكن الآن الإنتهاء من إجراء الحفائر فى هذة الغرفة الصغيرة والتى تبين انها لم تكن كما افترض سابقًا انها مقبرة صغيرة ، ولكنه مكان عبادة صغير. عثر بشكل اساسى أمام مدخل هذة الكوة و بداخلها على أوانى تسمى بأواني الزهور وجرار جعة من الأسرة الثامنة عشر ، والتي تم إيداعها هنا بشكل منفصل. وقد كانت هذة الغرفة الصخرية مغلقة بصخرة ، و بالاعتماد على الفخار فى الغالب انها مرتبطه بشكل كبير بالمقبرة 4.
اثناء تنظيف المنطقة أمام الكوة الصخرية 4a ، تم تمديد الحفائر أيضًا إلى الجنوب من أجل إظهار مسار سور الفناء بين المقبرتين QHN 3 و QHN 4/5. وقد أظهر الكشف عن نتوء صخري مرة أخرى مدى تأثير أعمال النهب بإستخدام معدات ثقيلة على التصميم المعماري الأصلي للجبانة. وبنهاية الحملة تم الكشف بنجاح عن الحافة العلوية للسور ، التي ظهرت سميكة نسبيًا في الفناء الأمامي الصغير لـ QHN 3..
تم الانتهاء من استكشاف الأجزاء الداخلية من مقبرة QHN 9 التى ترجع الى أواخر الدولة القديمة / فترة الانتقال الاول. لذلك وصى في الحملة التالية ، بضرورة التوثيق الكامل للدرج وبضرورة تنظيف الأجزاء الصغيرة من جدران الفناء. تم تنفيذ اجراءات صغيرة للترميم وذلك لسلامة جوانب السلم المبنيه من الأحجار وذلك باستخدام كتل أحجار اصلية أكثر صلابة.
شكر وتقدير
كما في كل عام نود أن نشكر أنصار المشروع: مؤسسة الأبحاث الألمانية (DFG) ، وأعضاء جمعية أصدقاء المتحف المصري في برلين ومجلس أمناء الجمعية. نود أن نشكر وزارة الآثار تحت إشراف معالي الأستاذ الدكتور خالد العناني وكذلك تفتيش آثار أسوان والسيد عبد المنعم سعيد مدير المنطقة هناك من أجل التعاون الودي والجيد.
خلال موسم الحفائر الذي استمر ثلاثة أشهر تقريبًا من 30.12.2019–19.03.2020 تم استكشاف واجراء الحفائر لمناطق اكبر مرة أخرى وركز بشكل خاص على التنقيب داخل مقبرة QHN 4 (أمنحتب) وبعض المناطق في فناء مقابر الدولة الحديثة QHN 4(مقبرة أمنحتب) و QHN 5 (مقبرة قن). كان من المهام المهمة أيضًا إعادة تركيب العتب في المقبرة QHN 2 ( مقبرة وسر) الذى تم انتزاعه من مكانة الأصلي خلال عمليات نهب المقابر وأسترد بمساعدة المفتشين المتفانين. استمرار أعمال الحفائر في منطقة مقبرة خونس (QHN 9) التى ترجع الى أواخر الدولة القديمة لم يحصل على إذن هذا العام.
في حين انه تم الانتهاء من الحفائر في الموقع إلى حد كبير كما هو مخطط له ، كان لا بد من إنهاء بعض أعمال الترميم المخططة مسبقاً في نهاية الموسم بسبب تفشي وباء (Covid 19).
مقبرة أمنحتب (QHN 4)
تم فحص مقبرة أمنحتب التي ترجع لعهد تحتمس الثالث / حتشبسوت في عامي 2014 و 2015 على نطاق أصغر ، ولكن لا تزال أجزاء كبيرة منها مليئة بالرديم على سبيل المثال الردهة الطولية وغرفة الأعمدة الخلفية. خلال موسم الحفائر لهذا العام تم تنظيف القاعة الطولية وغرفة الأعمدة وتوثيق النتائج المناظرة. أوضح هذا مرة أخرى التخريب و محاولات السطو القديمة والحديثة. ومع ذلك ، لحسن الحظ تم العثورعلى بعض اللقى مثل اجزاء من تماثيل أوشابتى, وأجزاء من تابوت وأيضا مخزونًا كبيرًا من الفخار من الأثاث الجنزى الأصلي.
أبعاد فناءي المقبرتان QHN 4 و QHN 5 المتداخلتان كانت ولا تزال غير واضحة. حيث أنه أثناء إنشاء مقبرة QHN 5 التى ترجع لعصر الرعامسة كان الفناء السابق لمقبرة QHN 4 أدناه مغطى إلى حد كبير بالرمال. التدخلات القديمة والحديثة الواسعة في هذه المنطقة اثرت بشدة على العديد من العناصر. لذلك تم عمل مجسات في ثلاثة مناطق خارج المقابر من أجل الحصول على يقين حول حدود الفنائين. ومع ذلك تم العثورعلى بقايا جدار من الطوب اللبن فقط في الشمال الغربي ، والذي يمثل بشكل ملموس حدود منطقة شعائر. وهذا ما تم افتراضه بسبب وجود عدد كبير من الأواني الفخارية المودعة في هذه المنطقة ، وخاصة أوانى الجعة.
مقبرة وسر (QHN 2)
يمكن أيضًا عمل مسح صغير في منطقة الفناء الأمامي لمقبرة QHN 2 (مقبرة وسر) التي لم يتم إجراء الحفائر فيها بالكامل . ومع ذلك فإن الجدار المبنى من الحجر المحيط بالفناء الأمامي العميق معرض لخطر الانهيار أثناء العمل لذلك يجب إيجاد حل معقول للعمل في المستقبل.
بعد أن تم انتزاع العتب من المقبرة من مكانة السابق في سياق أعمال السرقة الأخيرة في عامي 2013/2014 ، تم منح البعثة الآن إذنًا لإعادة ترميمه والتي قام بتنفيذه 'بى. ليمان وحنان محمد'. والان تتواجد الغرفة المستعرضة المنقوشه لأول مرة في شكلها الأصلي بعد تركيب العتب فى مكانه الاصلى.
التعامل مع الكميات الكبيرة من اللقى - الفخار
خلال أعمال الحفائر هذا العام تم العثور على كمية كبيرة من الفخار المحطم والتي كان يجب فرزها مسبقًا وفقًا لنوعها في مكان فرز الفخار من أجل تسهيل عملية إعادة ترميم هذة الأواني. بالنسبة لبعض الأنواع مثل أوانى الجعة والأمفورا يمكن تنفيذ الإجراءات الأولية لإعادة التركيب, هذا العمل الذي يستغرق وقتًا طويلًا بشكل رئيسي من قبل سارة كونيرت و هبة حربى وكذلك أميمة حلمى عباس ، ومن المهم والمفيد انه كان من الممكن إعادة تركيب معظم الأمفورات المحطمة بشكل كبير والمجمعة من منطقة القاعة الطولية وغرفة الأعمدة. كما جرى التوثيق الفوتوغرافي للقى بيد السيد محمد حمدي ربيع.
شكر وتقدير
نود أن نشكر داعمى المشروع: مؤسسة الأبحاث الألمانية (DFG) ، وأعضاء جمعية أصدقاء المتحف المصري ببرلين ومجلس أمناء الجمعية.نود أن نشكر أيضاً وزارة الآثار تحت إشراف معالي الأستاذ الدكتور العناني والتفتيش في أسوان بإدارة السيد عبد المنعم سعيد من أجل التعاون الودي والجيد.
و نتوجه بجزيل الشكر لعائلة السيد النوبي عرابي في غرب أسوان لتعاونهم الودي وحسن ضيافتهم ، وكذلك الفريق الإسباني تحت إشراف الأستاذ الدكتور أليخاندرو جيمينيز سيرانو والدكتور خوسيه مانويل ألبا جوميز.